حلقة مفقودة

من طبيعة الانسان انه ينظر (للمسلوب) ولا ينظر (للموهوب) فيعلق قلبه بما منع عنه وحرمه..

مثلا لو كان لدى شخص (مائة دينار) وأُخِذ منه (دينار واحد) فإنه يجتهد في استرداد الواحد ويغفل عن التسع والتسعين الباقية!

واذا حرم من الاكل من (صنف واحد) من الطعام فإن قلبه يتعلق بهذا الصنف وينسى العدد (لا النهائي) من الأطعمة الأخرى..

وايضا اذا حرم من الاحتفال بأحد ايام العام=رأس السنة فإنه ينسى ما لديه من الأعياد الاخرى ولو كانت 364عيد!

لكن -ولله الحمد- هذه الفطرة يمكن ضبطها والتحكم فيها وذلك بـ :
أولاً: تذكر كثرة الموجود ومقارنتها بقلة ما حرم منه وكما حصل في أحد الغزوات -عندما حزن الانصار لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعطى بعض حدثاء العهد بالاسلام من الغنائم ولم يعطهم- فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:"...أما ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون أنتم برسول الله" , فالرسول ذكرهم بقيمة ما عندهم لما غفلوا عنه وهو أفضل الله!

ثانياً: بالتفكر في ذات من اعطى ومنع وانه إلهُ مالك خالق مدبر له مطلق العلم والقدرة , وأنه رؤوف رحيم يختار لعبده الأنفع والأصلح له وقت (يغفل) العبد عن إدراك موضع منفعته ومصلحته ,قال تعالى : "ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله و رسوله إنّا إلى الله راغبون"

والله أعلم..