بل إنَّ أكثر ما يُبهِجُ قلبي أنّه بعد خروجي من صلاة الجمعة ، يقع ناظري على عشرات من الكُتب المعروضة في باحة المسجد ، فلا يقرَّ لي قرار إلا بعد القيام بنُزهةٍ في عنوانينها و فهارسها بل وحتى شئ من محتواياتها !  
و ثقافة القراءة وإقتناء الكُتبْ كادت أنْ تندثر في أُّمةِ إقرأْ ، لولا أنَّ قيَّض الله لها السلفيون مُؤخراً ، الذين اصبحت لهم -ما يُمكن أنْ نُطلق عليها- معارض كتاب دورية في محاضراتهم و دروسهم ، فضلاً عن أنَّه للكتب مكان اساسي في كل مسجد ..بل إنَّك قلَّما تجدُ شاباً نسك إلّا و قد قيَّض الله له من يحمله على حُبِّ الكتب ، و يدُّله على فن اقتناءها و تحصيل الفائدة منها ..فلله درهم !  


من دُرر العلامة المُحدث محمد ناصرالدَّين الألباني

  
 هذه بعض من كلمات و دُرر إمام السُّنة في هذا العصر ، العلامة المُحدث أبو عبدالرحمن مُحمد ناصرالدين الألباني -رحمه اللّه- ، و كُنت قد جمعتها من تفريغات سلسلة الهُدى والنُور لشيخنا الألباني ، فأحببتُ مشاركتها معكم .. 



 -  لا يوجد -كما هو معلوم عند أهل العلم- أي دليل في كتاب الله أو في سُّنة رسول الله يجيز للمسلمين أن يتفرقوا شيعاً وأحزاباً وإنمايوجد في الكتاب والسنة خلاف ذلك تماماً، حيث قال تعالى:﴿ولا تكونوا من المشركِينَ*من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بمالديهم فرحون 
 - ونحن نعلم من واقع الجماعات والأحزاب المعروفة اليوم على وجه الأرض أنها فقط تهتم بالكلام، ولا تهتم بمعرفة الإسلام وفهمه فهماً صحيحاً أولاً ، ثم بتطبيق هذا الإسلام على أنفسهم وعلى ذويهم و أهليهم ثانياً ، هذا نادر جداً و هذا الذي نحن نهتم به من أن يكون فهمنا للإسلام فهماً صحيحاً ، على منهج قال الله قال رسول الله قال سلفنا الصالح ، ثم تطبيق ذلك في كل شؤون حياتنا فيما استطعنا إليه سبيلاً ..

 - الإسلام كله قضية عامة تُطبق على كل مسلم ، إن كان موظف ، إن كان طبيب ، إن كان يعني حر تاجر ، إن كان جندي ، إن كان ملك ، إن كان وزير  كلهم يجب أن يخضعوا لأحكام الإسلام  ..

 - فتهذيب الألفاظ كتهذيب الظواهر تماماً فلابد منها سواء كانت النوايا صالحة أو كانت طالحة ..

 - العلامة المُحدث الألباني : لسنا "أحمديون" وإنما كما قلتُ آنفاً : نحن نُقدِّر هؤلاء الأئمة ونُجلّهم و نستفيد من علمهم ومناهجهم لكننا لا نُسَلِّم قيادة عقيدتنا وأركاننا لهم، إلا من تبين لنا أن الحق معهم ..

 - الالباني : إن الأرض اليوم مع الأسف الشديد خَلَتْ من العلماء الذيـن كانوا يملئون الأرض الرحبة الواسعة بعلمهم وينشرونه بين صفوف أمتــهم فأصبحوا اليوم كما قيل :
وقــد كانوا إذا عدوا قلـيلاً
فقد صاروا أعزَّ من القليل


 - فإذن يا جماعة كيف نحن نهوج ونثور ونقيم دولة الإسلام ونحن بعد كدعاة ما عرفنا ماهو الإسلام فضلا أن نقعد لهذا الإسلام ونؤسس له بأفراد يستجيبون لهذا الإسلام ..
ولذلك فلا بد من "التصفية والتربية" ولذلك نحن لا نُقِر أبدا أى تكتل يقوم على أساس التكتل والتجمع هكذا غثاء كغثاء السيل ، وإنّما على "التصفية و التربية" فهؤلاء الذين يمكن يوماً ما أنْ يحققوا ما ينشده كل المسلمين الذين يعيشون على بصيرة والذين يعيشون على غير بصيرة كلهم متفقون والحمد لله على ضرورة إقامة الدولة المسلمة ، وأنا أعتقد أنَّه لو أقيمت الدولة المسلمة حقاً لوجد من هؤلاء المسلمين أنفسهم من يحاربها ، هذه كلمة خطيرة جداً فما رأيكم!



أمطعمة الأيتام من كد فرجها
ويل لك لا تزني ولا تتصدقي
الشيخ الألباني : فهذه تزني من أجل ماذا؟! ، الغاية تتصدق ، تغني وتبني مسجد بمالها المحرم ليس لهذا المال ذلك الأجر ، وكما قيل قديما: لكل ساقطة في الحي لاقطة.
فلا بد أنْ يوجد هناك من الشباب والشابات من لا يهتمون بالحرام والحلال وبخاصة إذا وجدوا بعض الأقوال التي تساعدهم على استحلال ما يقول آخرون بأنَّه غير حلال ، فهذا النوع هو الذي سيكون كبش الفداء فلا ينبغي نحن أنْ نجعل نساءنا كبش الفداء


 -  التطوع كان في الزمن الأول ، حينما كان الجهاد في سبيل الله عز وجل ، ليس في سبيل الراتب ، والمعاش.
فإذاً كل أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام هي شرع كآيات الله في القرآن ، ولا يجوز تأجيل شيء منها ، إلا في حدود ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16]
أما والله جاء زمان ، وجاء وقته ، هذا أنا أعتقد من جملة مصائب بعض الدعاة اليوم الذين يريدون أن يكيفوا الإسلام ، ويتماشى مع ضعف المسلمين ، وإهمال لتطبيق الدين ، ويريدون أن يجعلوا الإسلام عملياً يتماشى مع أهواء الناس ، ولذلك تسمع فتاوى كثيرة ، وكثيرة جداً في إباحة التعامل بأنواع من الربا ، والله المستعان ..


 - أولئك المنظمون ، أو المنتظمون -زعموا- ماذا فعلوا في سبيل إصلاح عقيدتهم وتوحيدهم ؟! ،  نحنُ لنا تجارب ومناقشات ومجادلات، حينما كنا نقول لهم أو نسألهم بعض الأسئلة التي كانت تعرِفُها رعاة الأغنام في عهد الرسول ﷺ فلا يحيرون جواباً، وهم أساتذة  ودكاترة ومرشدون ورؤساء أحزاب، إذاً ما الفائدة التي استفادوها من هذا التنظيم وهم بعد لم يفقهوا التوحيد؟

 - من كان يقول نحن على الكتاب والسنة ويصدق فعله قوله كما قلنا آنفاً فهو من الجماعة ونحن معهم أين ما كانوا ومن كانوا ، أما استغلال هذه الدعوة في سبيل تجميع الناس وتكتيلهم وتحزيبهم ، ولو في زعم محاربة القوى المحاربة للإسلام، وهي قوى إما أن تكون كافرة كفراً محضاً، وإما أن تكون منحرفة عن الإسلام كثيراً أو قليلاً، فما يكون أبداً محاربة القوى التي تعادي الإسلام إلَّا بالرجوع إلى الكتاب والسنة في كل شؤون الحياة ، ونحن نعلم من واقع الجماعات والأحزاب المعروفة اليوم على وجه الأرض أنَّها فقط تهتم بالكلام ، ولا تهتم بمعرفة الإسلام وفهمه فهماً صحيحاً أولاً ، ثم بتطبيق هذا الإسلام على أنفسهم وعلى ذويهم و أهليهم ثانياً ، هذا نادر جداً و هذا الذي نحن نهتم به من أنْ يكون فهمنا للإسلام فهماً صحيحاً، على منهج قال الله قال رسول الله قال سلفنا الصالح ، ثم تطبيق ذلك في كل شؤون حياتنا فيما استطعنا إليه سبيلاً

 - لا يمكن أبدا التوفيق بين الدعوة السلفية والإخوانية ، لابد أنْ يميل بحق إلى أحدهما دون الأخرى ..

 - لا تجمعوا بين ثِقَلِ دعوة الحقِّ التي امتنَّ الله -عزَّ وجلَّ- بها علينا، وبين ثِقَلِ سوء أسلوب الدعوة إلى الله -عزَّ وجلَّ- ..

 -  التصوف لا يمدح لأنه تصوف لكن ما كان منه مطابقاً للكتاب والسنة فهو مما ينبغي عدم رده بمجرد أنْ يقال إنه تصوف ..

 -  ولذلك هنا لابد من لفت النظر إلى حقيقة طالما أصبحت اليوم تتكرر ألفاظها وتخفى حقائقها ، وهي أنّ من موضة العصر الحاضر اليوم أنّ كل حزب صار ينتمي إلى الكتاب والسُّنة بعد أنْ لم يكن للكتاب والسنة ذكر على ألسنتهم قبل نحو ربع قرن من الزمان!
ولذلك فلا ينبغي لنا أنْ نظن أنًّ كل من كان يقُول نحن على الكتاب والسنة إنهم كذلك على الكتاب والسنة، وإنما علينا أن نقارن بين القول وبين الفعل ..

 - السلفية ليست مجرد دعوى، السلفية تتطلب معرفة بالكتاب والسنة الصحيحة والآثار السلفية ..

 -  أما نحن معشر السلف فنقولها صراحة ولكن قبل أن نقولها ندعم مذهبنا بما كان عليه رسول الله ﷺ ، فنحن مفرقون نفرق بين الحق والباطل ، بين المحقين وبين المبطلين ، ولا نسوِّي بين المحقين والمبطلين كما يفعل غيرنا من الآخرين ..

 - نحن نجد هؤلاء الأحزاب أكثرهم لا يهتمون بتصحيح عقائدهم وأفكارهم ، لا يهتمون بتصليح عباداتهم و صيامهم ومناسك حجهم..

 -   وإذا عرفنا هذه الحقيقة سَهُل علينا تماماً أن نفهم أن من كان يدعي الإنتساب إلى الكتاب والسنة  ومع ذلك فهم فرق وشيع وأحزاب ، فليسوا على الكتاب والسنة ، لأنه هذا التفرق وهذا التحزب خلاف الكتاب والسنة ..

 -  إنَّ الشيطان قاعدٌ للإنسان بالمرصاد فهو دائمًا وأبدًا يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ولا يصرفهم معلنًا العِدَاء لهم في دينهم وإنما يأتيهم بسَنَنٍ يُزخرِفها لهم؛ فيحملهم عليها؛ فيقنع الناس بها، وينصرفون بذلك عن اتباع السلف الذي جاء به رسول الله ﷺ ..

 - وإنما تكون الجماعة جماعة حقيقية إذا كانت تتمسك بالكتاب والسنة تمسكاً فعلياً وليس تمسكاً قولياً ..

 - نحن تعلمنا من علمائنا أنّ الذين يشغلون أنفسهم بالفرضيات ينسون أنفسهم عن الواقعيات ..


 - رأى سعيد بن المسيب رجلا يصلي في وقت النهي ركعات كثيرة فنهاه،فقال: يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة ؟ قال: لا،ولكن يعذبك على خلاف السنة.
قال الشيخ الألباني : وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب ، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً من البدع ويتهمون أهل السنة بأنَّهم ينكرون الذكر والصلاة ، وهم إنَّما يُنكرون عليهم مخالفتهم للسنة ..

 - ما أعتقد أن سلفياً عقيدةً وسلوكاً بامكانه أنْ يتبنى منهج الاخوان المسلمين وأمثالهم ، نحنُ نعلمُ من حياة جماعة الاخوان المسلمين الحزبية انَّه مضى عليهم أكثر من نصف قرنٍ من الزمان لم يستفيدوا لذوات انفسهم شيئاً فضلاً عن أنْ يفيدوا غيرهم  ذلك لانَّه كما يقال  : فاقدُ الشىء لا يعطيه! ، فهم منذ أنْ كان مرشدهم حسن البنا -رحمه الله- جمعهم وكتَّلهم على خلاف المنهج القرانى الذى يقول مثلاً  ﴿فان تَنازَعْتُمْ فِى شَىءٍ فَرُدُّوهُ الًى اللهِ وَالرَّسوُلِ إنْ كُنتُمْ تُؤْمِنَونَ باللهِ وَالَيوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرُ وَاحْسَنُ تَأوِيلاً ، لقد قام نظام الاخوان المسلمين على قاعدة انا اعبَرُ عنها من عند نفسى -ولا يستطيعون أن ينكروها ولأنْ تجرأ أحدهم على انكارها فواقعهم يكفينا حجة لها وعليهم- قاعدتهم هى : كتِّل الناس -جمَّعهم على ما بينهم من خلافات عقدية أو سلوكية أو فقهية- ثم ثقّف ، كتّل ثم ثقّف ، على هذا قامت دعوتهم طيلة هذه السنين الطويلة ، لكن الواقع يشهد الا شىء هناك سوى التكتيل وليس هناك سيئا يسمى بالتثقيف والدليل على ذلك أنه لايوجد بين الاخوان المسلمين على اختلاف بلادهم وأقاليمهم رابطة فكرية رابطة اعتقادية والواقع ايضا يشهد بهذا .. [شريط609،فتوى05]





 - 
الحزبية  لا تشرعُ فى الاسلام ، لانَّها تفرَّقُ الامة وتجعل الجماعة الواحدة -وهى المسلمة- جماعتين واحزاب اخرى وجماعات اخرى وهذا هو سبب الضعف ﴿ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون اما هذا التكتل وهذا التحزب لو مشى على طريقة التعليم ، و لم يأخذ صبغة سياسية ، وانما صبغة دينية وتعليمية وتربوية لكان فيه خير كبير ، لكن قبل ان يقوم المسئولون او المسئول عن هذه الجماعة الكثيرة لتعليمهم ، وتوجيههم ، وتربيتهم التربية الاسلامية اثار حماسهم ضد الحاكم الكافر او على الاقل الفاسق، فهو باثارته لحماس هؤلاء فهو يثير بالمقابل حماس الكفار هؤلاء ، وحينئذ لابد ان يقع انفجار ، وهذا الانفجار نحسبه انفجارا ماديا محضا .. اما الحكام فواضح دفاعا عن كراسيهم وعن حكمهم بغير ما انزل الله ، اما اولئك فحماس مش قائم على اصول التربية الاسلامية ، وهم فى الواقع كما -هو مشاهد فى كثير من البلاد - نحسبهم جميعا قلوبهم شتى ،لانهم ما ربوا تربية اسلامية . ولذلك اول صدام يقع بينهم وبين اولئك الحكام فسينفرط عقد تجمعهم .ولا يبالى الانسان يومئذ الا بنفسه ماهو السبب ؟ مافى تربية اسلامية!  [رقم الشريط: 405 ، رقم الفتوى: 18]


  - تُعْجبنى بهذا الزمن كلمة -أرددها دائما لأنها من الحكم النادرة فى العصر الحاضر - ومن عجائب الأمور أنها صدرت من رئيس جماعة كفروا بها عمليا ، بل وبكلامهم ، لأنَّه اسمعوها منى لا تسمعوها منهم " أقيموا دولة الإسلام فى قلوبكم تقم على أرضكم " ما بيقرروا ولا بيِسَّمُعوها للناس إطلاقا ، لماذا ؟ لأنهم مخالفين لها ، فهم يصيحون ولا يعملون ، يصيحون ولا يعملون ، ولذلك فلن تقوم قائمة الإسلام إلا بكلمتين أُرددهم دائما " التصفية و التربية " ..إذا تحققت التصفية والتربية سيكون التكتل الإسلامى كما يقولون نتيجة طبيعية ، لأن الرسول ما بيعرف شىء اسمه التكتل ولا التحزب ، لكن يعرف أن الله أمره أن يدعو الناس الى كلمة سواء ﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا آربابا من دون الله وانطلقت الدعوة من كلمة التوحيد حتى بدأت المعركة بعد عشر سنين وأكثر بين الإسلام وبين الكفر ، هذه سُنَّة الله فى خلقهِ ، أما إستباق النتائج كما يفعل اليوم الجماعات فهذه ستكون نتيجة كما جاء أيضا فى بعض الحكم القديمة، من إستعجل الشىء قبل آوانه ، إبتلى بحرمانه !


  - لا اظنُ أنَّ جماعة من السلفيين فى أي بلد من بلاد الدنيا بامكانهم أنْ يتبنوا منهج الاخوان المسلمين لأنَّ هذا المنهج كما قلت لكم ءانفا قائم على أساس (التكتيك) ثم (التصقيص) ثم لاشىء من هذا (التقصيص) والواقع اكبر دليل على ذلك فإذا ما قامت طائفة كبيرة أو صغيرة من السلفيين حقاً يتبنون نظام الإخوان المسلمين فى الدعوة فمصير ذلك ولابد – و لتعلمن نبأه بعد حين  أحد شيئين لا ثالث لهما   _إما أنْ يرجعوا رغم أنوفهم إلى احضان الدعوة السلفية وذلك خير لهم وأبقى ..
 _و إما أنْ يُضيَّعوا هذا التراث الذى حصلوه فى تلك السنين بسبب اشتغالهم بتطبيق منهج الاخوان المسلمين وهو التجميع والتكتيل لا على أساس فكر موحد ، سيكون أحد شيئين لا ثالث لهما أبداً  ..




  - أقول : علاجُ هذه الأمة ليعود إليها مجدها ، و لتتحقق لها دولتها، فليس لذلك سبيلٌ إلا البدء بما ألخصه بكلمتين اثنتين : بالتصفية والتربية ، خلافاً لجماعات كثيرة يسعون إلى إقامة الدولة المسلمة -بزعمهم- بوضع أيديهم على الحكم ، سواءً كان ذلك بطريق سلمي كما يقولون: بالانتخابات! ، أو كان ذلك بطريق دموي، كانقلابات عسكرية وثورات دموية ونحو ذلك .. نقول : هذا ليس هو السبيل لإقامة دولة الإسلام على أرض الإسلام، وإنما السبيل هو سبيلُ رسول الله الذي دعا في مكة -كما تعلمون- ثلاث عشرة سنة، ثم أتم الدعوة في المدينة ، وهناك بدأ بعد أن استصفى له ممن اتبعه وآمن به رجالاً لا تأخذهم في الله لومة لائم، فبدأ بوضع أسس الدولة المسلمة .. والتاريخ -كما يقولون- يعيد نفسه، فلا سبيل أبداً، وأنا على يقين مما أقول، والتجربة الواقعية منذ نحو قريب من قرن من الزمان تدل على أنه لا مجال إطلاقاً، لتحقيق نهضة إسلامية صحيحة، ومن ورائها إقامة الدولة المسلمة إلا بتحقيق هذين الهدفين
التصفية وهو كناية عن العلم الصحيح
 والتربية وهو أن يكون الإنسان مربىً على هذا العلم الصحيح على الكتاب والسنة ..



   -نحن الآن في صحوة علمية ولكننا لسنا في صحوة تربوية ، ولذلك نجد كثيراً من الأفراد من بعض الدعاة يستفاد منه العلم، لكن لا يستفاد منه الخُلُق، لماذا؟ لأنه هو نشَّأ نفسه على العلم، ولكنه لم يكن في بيئة صالحة رُبِّيَ فيها منذ نعومة أظفاره؛ فلذلك فهو يحيا ويعيش وهو يحمل الأخلاق التي ورثها من ذاك المجتمع الذي عاش فيه وولد فيه، وهو مجتمع بلا شك ما هو مجتمعاً إسلامياً، لكنه استطاع بشخصه أو بدلالة بعض أهل العلم أن ينحو منحىً علمياً صحيحاً، لكن هذا العلم ما ظهر أثره في خلقه في سلوكه في أعماله، فهذه الظاهرة التي نحن الآن في صدد الكلام عنها سببها هو: أننا لم ننضج علمياً إلا أفراداً قليلين ، وثانياً: الأفراد أكثر من ذلك لم يربوا تربية إسلامية صحيحة، ولذلك فتجد كثيراً من المبتدئين في طلب العلم يَنْصِب نفسه رئيساً رئيس جماعة أو رئيس حزبٍ، وهنا تأتي حكمة قديمة لتعبر عن أثر هذا الظهور، وهي التي تقول:  (حب الظهور يقطع الظهور)!





 - فتجدُ هؤلاء المسلمين مثل الكفار يعملون ليلاً نهاراً في سبيل طلب ما هو مضمون ، ويهملون ما من أجله خُلقوا! ، وهو عبادة الله تبارك وتعالى ، ولذلك فكثير من عامة المسلمين - بل وبعض خاصتهم – يجهلون السبب الحقيقي الذي به وقع المسلمون في هذا الذل وفي هذا الاستعداء والإستعمار من الكفار جميعاً وبخاصة اليهود الذين احتلوا بلادنا ، ما يعرفون السبب إلا قضاء الله وقدره ، هكذا (الله كاتب علينا) ، وكثير منهم من ينتقد ويعترض على الله ، ويقول : (شو اليهود أحسن منا ؟) (مو إحنا مسلمين ؟) (شلون حل اليهود محلنا في بلادنا ؟) ، ذلك بجهلهم ، لأنَّ للّه عزَّ و جل في هذا الكون سُنناً وقوانين ونظماً ، من أخذ بها وصل إلى غاياتها ومن أعرض عنها , تأخَّر سواء في الدين أم في الدنيا ، لقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال : "ستداعى عليكم الأمم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا : أَوَ مِنْ قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال : لا ، بل أنتم يومئذٍ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا : وما الوهن يا رسول الله؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت





 - المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام، وكما يقولون : (دود الخل منه وفيه)! ..هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ! و إنَّما نبعوا منَّا وفينا ، فإذا أردنا إصلاح أوضاعنا ، فلا يكون ذلك بأنْ نُعلن الحرب الشعواء على حكامنا ، وأنْ ننسى أنفُسنا ، ونحن من تمام مشكلة الوضع القائم اليوم في العالم الإسلامي ..لذلك نحن ننصح المسلمين أنْ يعودوا لدينهم ، وأنْ يطبقوا ما عرفوه من دينهم ويومئذ يفرحُ المؤمنون بنصر الله ..كل المشاكل القائمة -اليوم- والتي يتحمس بعض الشباب ويقول :ما العمل؟ سواء قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي ، والعالم العربي وهو: احتلال اليهود لفلسطين ، أو قلنا مثلاً: محاربة الصليبيين للمسلمين في إرتيريا والصومال وفي البوسنة والهرسك، في .. في .. إلى آخر البلاد المعروفة اليوم ، هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تُعالج بالعاطفة وإنَّما تعالج بالعلم والعمل ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا﴾ الآن نقف عند هذه النقطة ، العمل للإسلام اليوم في السَّاحة الإسلامية له صور كثيرة وكثيرة جدًا وفي جماعات وأحزاب متعددة ، والحقيقة أنَّ هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكبِّر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم، بعضهم يرى أن المشكلة أكثر مما يراها بعضهم، بعضهم يرى أن المشكلة احتلال اليهود لفلسطين، أنَّ المشكلة -ما ذكرناه آنفًا- محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها .. لا ، نحن نقول: المشكلة أكبر ، وهي: تفرق المسلمين ..المسلمون أنفسهم متفرقون شيعًا وأحزابًا خلافَ قول الله تبارك وتعالى﴿وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية وهي : الذُل الذي ران على المسلمين ، وكيف السبيل للخلاص منه؟ الطريقة الأولى وهي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها ، وهي التي ندعو إليها دائمًا أبدًا: وهي فهم الإسلام فهمًا صحيحًا ، وتطبيقه وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفَّى ، تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما ذكرنا ونذكُرُ دائمًا وأبدًا  ..



 - فإذن -يا إخواننا- الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات و حرارات الشباب ، وثورات كرغوة الصابون ، تثور ثم تخور بأرضها ، لا أثر لها إطلاقًا! أخيرًا أقول: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾ إلى آخر الآية لكن أكررُ أنَّ العمل لا ينفع إلا إذا كان مقرونًا بالعلم النافع ، والعلم النافع إنَّما هو: قال الله، قال رسول الله ، كما قال ابن القيِّم -رحمه الله-:
 العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
 ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه
 كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذرًا من التعطيل والتشبيه
 مصيبة العالم الإسلامي اليوم مصيبة أخطر -و قد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله- أخطر من احتلال اليهود لفلسطين ، مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلوا سواء السبيل ، أنَّهم ماعرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة معًا ، وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين وقُتِّلوا وصُلِّبوا ثم ماتوا فلا شك أنَّهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطَّهدين ..أما من عاش عزيزًا في الدنيا، وهو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله -عزَّ وجلَّ- ورسوله ، فهو سيموت شقيًا وإنْ عاش سعيدًا في الظاهر .  







 - ما فائدة القرآن المسطور في الصحف والمصاحف والذي تُزَين به الجدر أما القلوب فهي خاوية على عروشها؟! هل القرآن أُنْزِلَ لنزين به بيوتنا ولنتلوه على أمواتنا ونبعده عن أحيائنا تطبيقاً له و عملاً ، قال تعالى : ﴿ لِتُنْذِرَ مَنْ كانَ حياً وَيَحِقَّ القول على الكافرين﴾ فالقرآن أُنْزَلَ للأحياء أولاً ، وليس للأموات ، ثم أنزل للأحياء ليعملوا به ، لا ليزينوا به بيوتهم وجدرانهم!





﴿  قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾، قال ﷺ يوماً لأصحابه وهو جالس على الأرض -من تواضعه- ومن حوله كثير من أصحابه فخط لهم على الأرض خطاً ثم خط خطوطاً قصيرة ثم تلا وهو يمر بإصبعه الشريفة ﴿فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق عن سبيله﴾، لقد فسَّر النبى صلَّى الله عليه وسلم بهذه الآية الثانية ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، يشرح قوله السابق : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾، فالآية السابقة حين خطَّ الرسول عليه الصلاة والسلام حين خط هذا الخط المستقيم الطويل تلا : ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ  أى ولو طال عليكم الأمر أمشوا في هذا الطريق المستقيم ولو طال عليكم لأن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام في صحيح البخارى ومسلم ، حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات المكاره هو السير في هذا الطريق المستقيم طويل، متى نصل؟ أنت المهم أنك تمشى ولو أول خطوة فلو مت فيها فأنت يقينا من أهل الجنة ، كما جاء أيضا في الحديث الصحيح أنَّ رجلاً من الأعراب في عهد النبى صلَّى الله عليه وسلم جاء إليه وآمن به : قال له أرأيت إذا أنا آمنت وجاهدت معك في سبيل الله ومت أأدخل الجنة؟ فيجب علينا أن نقف متفكرين جدا في هذا الحديث ..هذا واقع المسلمين اليوم وقد تفرقوا منذ قرون طويلة إلى طرق كثيرة ، وهذه الطرق من حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام – وأنا في الحقيقة معجب بشئ ما أحد فكر فيه ، أو ربما فكَّر ولكن ما عبَّر عنه – وهو أن الرسول عليه السلام رسَّام ماهر وإنَّما يرسم ما يجوز وليس ما يحرم ولأنه حرم التصوير لذوات الأرواح ولكنه هنا صور الخط المستقيم والخطوط الأخرى المعاكسة له فصور الخط المستقيم خطاً طويلا وصور حوله ليس خطوطا طويلة وهذه المهارة في الرسم وإنما هى خطوط قصيرة ، لماذا؟؟ لحكمةٍ بينها الرسول في تمام الحديث ، لما تلا بعد أن صور هذه الصورة الرائعة وقرا عليها الآية قال : " هذا صراط الله وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعوا الناس إليه وما معنى هذا الكلام ؟ فيه هنا كلام يتلفظ به لسان الرسول عليه السلام لكن هناك كلام لم يتلفظ به وإنما رسمه لأصحابه على الأرض وهى أن هذه الطرق القصيرة مغرية للسائرين على الدرب الطويل وإن على رأس كل طريق من هذه الطرق القصيرة شيطان كأنه يقول للسالكين على الصراط الطويل اين تذهبون؟ متى تصلون؟ شوفوا ما أقرب هذه الطريق فإليَّ إليَّ ! ، ولذلك تجد ليس فقط الضالين الشاردين الخارجين عن دائرة الإسلام بل وبعض المسلمين أنفسهم انغشُّوا بنصيحة الشيطان!





 - اليوم مع الأسف الشديد المسلمون لا يستطيعون أن يُهَيِّؤا لأنْفُسِهِم ليس فقط جهاداً مادياً ظاهراً على عيون الأعداء فيمنعونهم من هذا الاستعداد بل وحتى ما استطاعوا للقيام بالجهاد الذي لا يملك الكافر اتخاذ الوسائل ليحول بين المسلمين وبين استعدادهم بهذا الجهاد - يعني الجهاد الإيماني .. فليس هناك طائفة من المسلمين متكتلين متجمعين على فهم الكتاب والسنة فهماً صحيحاً ورُبّوا أيضاً تربيةً صحيحة فأعمالهم كلها على ضوء هذا الكتاب والسنة - في الأمس القريب نحن كنّا نتكلم في هذا الموضوع لذلك نحن نقول الآن لو أردنا أن نجاهد في بلد ما من أين لنا السلاح هؤلاء الحقيقة جماعة أَغْرار والمثال قد رَأَوْهُ في الجهاد الذي دام أكثر من عشر سنين ألا وهو الجهاد الأفغاني من أين كانوا يأخذون السلاح ؟ هل كان عندهم استعداد لإنتاج السلاح محليًّا ؟ أم كانوا يستوردونه من نفس البلاد التي تحارب الدعوة الإسلامية ؟! .. فكيف يستطيع هؤلاء أن يجاهدوا .. ؟ .. وليس عندهم مثل هذا الاستعداد. الحقيقة المؤلمة جداً جداً .. أنَّ المسلمين اليوم كالصبيان ، أغرار لا يعرفون حجم المسؤولية للقيام بجهاد الكفار أو الحكام الذين يُعْتَبَرون أنهم يحكمون حكماً كافراً صريحاً، ما عرفوا حجم هذا الواجب لِيُعِدّوا له عدَّته. يظنون أن المسألة مسألة نجمع مائة شخص ألف شخص ألفين شخص ونُحَمِّسْهُم على الجهاد في سبيل الله ثم ليس في استطاعتهم أن يصنعوا إِبْرَة لِيُرَتِّقوا الفَتْقَ في ثيابهم .. فضلاً أن يصنعوا سلاحاً يقاتلون عدوَّهم أين هذا الاستعداد المأمور به في القرآن ؟ من واقع هذه الجماعة وغيرها ممن رأينا آثارهم يجاهدون ثم تكون العاقبة خسارة للدعوة المسلمة بِدْءأً من جماعة جهيمان في الحرم المكي وتَثْنِيَةً من جماعة اسطمبولي في مصر ، ثالثاً في سوريا خروج الإخوان المسلمين وأخيراً الجزائريون وما يُصيبهم الآن من نكسات ومن .. إلى آخره ... ماذا استفادت الدعوة الإسلامية من هذا الاستعجال في الأمر الذي يحقق حقيقةً بعض الأقوال التي نعتبرها من الحكمة في مكان وذلك قول من قال : من استعجل الشيء قبل أوانه ابْتُلِيَ بحرمانه هذا الذي يصاب المسلمون به اليوم




ملف الـــ PDF ..


براعة الإستهلال

 ﺧﻄﺒﺔ إمام أهل السُّنة ﺣﻤﺪ بن حنبل ﻓﻲ مقدمة ﻛﺘﺎﺑﻪ (ﻟﺮ ﻋﻠﻰ ﻟﺰﻧﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ) ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﺎ ﻟﺒﺮﻋﺔ ﻻ‌ﺳﺘﻬﻼ‌ل-كما وصفها أحدهم-  ﺣﺴﻦ ﻟﺒﻴﺎ ، ﻗﺎ ﺣﻤﻪ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟــﻰ :


" ﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﺬ ﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﺘﺮ ﻣﻦ ﻟﺮﺳﻞ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﻞ ﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﻣﻦ ﺿﻞ ﻟﻰ ﻟﻬﺪ، ﻳﺼﺒﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻷ‌ﺫﻯ، ﻳﺤﻴﻮ ﺑﻜﺘﺎ ﻟﻠﻪ ﻟﻤﻮﺗﻰ، ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﺑﻨﻮ ﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﻟﻌﻤﻰ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻗﺘﻴﻞ ﻹ‌ﺑﻠﻴﺲ ﻗﺪ ﺣﻴﻮﻩ، ﻛﻢ ﻣﻦ ﺿﺎ ﺗﺎﺋﻪ ﻫﺪﻩ، ﻓﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﺛﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻟﻨﺎ ﻭﺃﻗﺒﺢ ﺛﺮ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ! ﻳﻨﻔﻮ ﻋﻦ ﻛﺘﺎ ﻟﻠﻪ ﺗﺤﺮﻳﻒ ﻟﻐﺎﻟﻴﻦ ﻭﺍﻧﺘﺤﺎ ﻟﻤﺒﻄﻠﻴﻦ، ﺗﺄﻳﻞ ﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ، ﻟﺬﻳﻦ ﻋﻘﺪﻭﺍ ﻟﻮﻳﺔ ﻟﺒﺪﻋﺔ، ﻭﺃﻃﻠﻘﻮ ﻋﻘﺎ ﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻓﻬﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﻮ ﻓﻲ ﻟﻜﺘﺎ، ﻣﺨﺎﻟﻔﻮ ﻟﻠﻜﺘﺎ، ﻣﺘﻔﻘﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻜﺘﺎ، ﻳﻘﻮﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﻟﻠﻪ، ﻓﻲ ﻟﻠﻪ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎ ﻟﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ، ﻳﺘﻜﻠﻤﻮ ﺑﺎﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻟﻜﻼ‌، ﻳﺨﺪﻋﻮ ﺟﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻬﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻨﻌﻮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﺘﻦ ﻟﻤﻀﻠﻴﻦ"