همسة في أذن من نُحب

  
من اكثر ما يلفت انتباهي عند تصفحي لبعض المنتديات الاسلامية الحوارية - كمنتدى التوحيد وغيره-  المشاركات القيّمة لبعض الأخوات حفظهن اللّه ، فأقفُ معجباً بغزارة المعلومات وقوة الطرح وجمال الإسلوب و وضوحه ، موقف يجعلني اتحسر على حال كثـــيرٍ من إخواني الشباب من تضييع للعمر  فيما لا ينفع بل فيما يضر ، و لو طلب الشاب منهم العلم واخلص النية للّه عز وجل لجعله اللّه سهماً في كنانة الحق او سيفاً في غمده ولكن لمّا تخاذل الشباب و التهوا بالسفاسف لم ترضى بعض الاخوات -حفظهن اللّه- إلّا أن تسُّد الثغرة ..  

وهذا ما ننشده في الأخت المسلمة ان تكون بصيرة  بإمور دينها ودنُياها من جانب ، و بما يُكيد له اعداءها من جانبٍ آخر ، عالمةً بمواطن قُوتها ونقاط ضعفها ، سالكةً درب من سبقها من النساء الخالدات كعائشة -رضي الله عنها- الصديّقة بنتُ  الصِديّق حبيبة  حبيب اللّه التي كانت مثالاً في العلم والتقوى وكانت مقصداً لكبار عُلماء الصحابة في تعلّم العلوم كالتفسير والفقه والسِير والأنساب والطّب والعقيدة وغير ذلك من العلوم ..  

ولو كٌن النساء كمن ذَكرنا
لفضلّتُ النساءَ على الرِجال

فمن جهة الهدف والغاية نُريد منك ايّتها الدٌّرةُ المُصونة أن تجعلي هدفك وغايتك ان تكوني قمة ً في الشرف والعلم والدين ، عالمة بغاية خلقك "وما خلقتُ الجنّ والإنس الا ليعبدون " ،  وان ترمي بالجهل والخرافة والتبعية لشياطين الانس والجن والشرق والغرب ..  
ولتعلمي -رعاك اللّه أنّ المطلوب منك شاقُ عسير الا وهو بناء الامة وايقاظها ، و صناعة قادتها وعلمائها ، و كما هو معلوم أنّ (فاقد الشئ لا يُعطيه) فلا يُرتجى ان تبني أُمة إمراءة جاهلةً مُغيبة  او كما قال شوقي:  

واذا النساءُ نشأن في أميةٍ
رضعَ الرجالُ جهالةً وخمُولا

وكما يُقال فبضدها تتبين الاشياء ، فلمعرفة قِيمة العلم والدين والشرف نضرب مثالا للجهل والخسة والنظرة الضيقة ، ففي عام 1956 نادت زعيمة الملاحدة الامريكيين و مؤسسة منظمة الملاحدة الامريكيين مادلين موري ، نادت بحرية ممارسة الجنس  وقالت : (دعونا نصير مثل الابقار، نفعل ذلك متى احببنا) ! ، واستغلت مجلة "بلاي بوي" هذه المرأة الوقحة الحقيرة  والتقت بها اكثر من مرة وفي كل مرة تُؤكد موري:  (دعونا نصير كالأبقار) ، كما نادت بالتمركُز حول الذات وممارسة الجنس العرضي ..  

وتكدحُ فيما سوف تُنكِر غِبّه
كذلك في الدُنيا تعيشُ البهائم

وهذا في اميركا التي تدّعي زُوراً وبهتاناً انّها راعية الحضارة والمدنية في العالم ﴿ كبرت كلمةً تخرجُ من افواههِم إن يقولون إلا كذباً ﴾  
فيا أختاه كوني بصيرة ، خبيرة ، عالمة ولا تكوني من سقط المتاع !