شرح منظومة السير إلى الله و الدار الآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم








السلام عليكم و رحمة الله ..
أما بعد، فهذا شرح مُبسط –غير رسمي- لمنظومة السير الى الله و الدَّار الأخرة لفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه –رحمه الله- ، و التي شرحها الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر –حفظه الله- في مجلس علمي بعد صلاة الظهر ، و ذلك في زيارته للسودان في العام 1435هـ. .




                                        ۞۞۞


الحمد لله ربِّ العالمين و اشهد ألَّا اله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنَّ محمداً عبده و رسوله، صلى الله و سلَّم عليه، و على آله و صحبه أجمعين. اللهم انفعنا بما علَّمتنا و و زدنا علماً و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
أما بعد أيها الإخوة الكِرام هذه منظومة نافعة و مُفيدة جداً، نظمها الإمام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السِعدي –رحمه الله-، و قد كتبها رحمه الله و عُمره ست و عِشرون سنة، بل قبل ذلك لأنَّه ذكر أنَّه فرغ من شرحها و التعليق عليها في الثالث من شعبان سنة 1333ه .
يقول أهل العلم أنَّ محاور دعوة الأنبياء و المُرسلين عليهم السلام ترتكز على أُمُور ثلاثة :
1-    معرفة الله تعالى
2-    معرفة الطريق المُوصِل إلى الله ﷻ
3-    معرفة الثواب والعِقاب
و هذه المنظومة جمعت هذه الأمور الثلاثة، و هي في مُجملها تتحدث عن منازل السائرين إلى الله،و لاسيما فيما يتعلق بأعمال القُلوب من :المحبة و الخشية و الرجاء و غير ذلك فيما سيأتي في هذا النظم المُبارك.
 و قد كَثُرَ كلام الناس في عدد المَنازل و ترتيبها، فبعضهم يقول هي مائة، و بعضهم يقول هي ألف،و كُل ذلك تحكّم لا دليل عليه،و الله أعلم بعددها، بمعنى أنَّها لا تُحصى بعدد كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
و منازل السائرين موجودة في الكتاب و السنة، فمن اعتنى بالكتاب و السنة ظفر بمنازل السائرين الى ربِّ العالمين. و الترتيبات التي رتَّبها من كتب في المنازل ليست ترتيبات مُلــزمة، و من جعلها ملزمة فقد أتى بما دليل عليه، و هذا نبَّه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (درء تعارض العقل و النقل) الصفحة 20 المجلد الرابع.






سَعِدَ الذَّينَ تجَنبُوا سُبُلَ الرَّدى    وَ تيَمَّمُوا لِمَنازِلِ الرِّضْوَانِ

بدأ الشيخ رحمه الله منظومته بقوله: (سَعِدَ)، فيُستفاد من ذلك أنَّ هذه منظُومة سعادة، و أنَّه سيذكر ما تُنال به السعادة في ضوء كِتاب الله و سُنة نبيه ﷺ.
 و السعادة لا بُدَّ لها من أمرين :
الأمرُ الأولَّ : مجانبة السُبل المُهلكة للإنسان،و قوله : (سُبُل)، لأنْ سبل الردى كثيــــرة جداً  كما قال تَعالـــــى: ﴿وَأَنَّ  هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
الأمرُ الثاني :أنْ يتجه لمنازل الرِضوان و هي الأعمال الصالحة و الطَاعات الزاكية المُقرِبة من الله، و يُعلمُ بذلك أنَّ السعادة تُنالُ بالبعد عن طريق الردى و القُربُ من طريق الهُدى.











فَهُمُ الذِينَ قَدْ اخْلَصُوا فِي مَشيِهم   مُتشَرعِينَ بِشِرْعَةِ الإِيمَان

من صِفات السائرين إلى الله أنَّهم جمعوا بين صِفَتين عظيمتين:
الصفة الأولى :الإخلاص، أي لا يبتغون بعبادتهم إلَّا الله تعالى، عملاً بقوله :﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾، و قوله : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾.   و الخالص هو الصافي النقي الذي لم يرد به إلا الله تعالى، و في القُراءن آية كريمة توضح لنا المعنى اللغوي لكلمة الإخلاص، و هي قوله تعالى في سورة النحل: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ  ﴾، فلا ترى في هذا اللبن الصافي –الخارج من بين الفرث و الدَّم- نقطة دم و لا قطعة فرث، فإذاً يعبدوا الله مخلصين له الدين أي يعبدوه عبادة صافية نقية لا يراد بها الرياء ولا السُمعة.
الصِفة الثانية :الإتَّباع للنبي ﷺ، لأنَّ شِرعة الإيمان هي الطريق التي كان عليها الرَسول ﷺ، و كما أنَّ تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، فإنه  لا يقبل منه إلا ما كان موافقا لسُّنة نبيه .قال الفُضيل بن عِياض في معنى قوله تعالى : " لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " ، قال :اخلصه و أصوبه، قيل: يا ابا علي، و ما اخلصه و اصوبه؟ قال: إنَّ العمل إذا كان خالصاً و لم يكن صواباً لم يُقبل، و إذا كان صواباً و لم  يكن خالصاً لم يُقبل، و الخالص ما كان لله و الصواب ما كان على السُّنة.








    وَ هُمُ الذِينَ بَنوْا مَنازِلَ سَيْرِهِم        بَيْنَ الرَّجَا وَ الخَوْفِ لِلديَّانِ
أي أنَّ اعمالهم كُلها من صلاة و صِيام و حج و صدقة وغيرها بين الرجاء و الخوف، كما قالﷻ: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ﴾ ، فالواجب على كل مسلم في كل عبادة يتقرب بها إلى الله أنْ يرجو رحمة الله و يخاف عذابه، و يرجو القَبول و يخاف الرَّد.
و الدَّيان اسم من اسماء الله الحُسنى، كما في الحديث القُدسي : "أنا الملك، أنا الدَّيان"، و الدَّيّان يعني المُجازي المُحاسِب، و منه قوله تعالى :﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ أي يوم الجزاء و الحِساب.



                  وَ هُمُ الذّينَ مَلاَ الإِلَهُ قُلُوبَهُم  بِوِدَادهِ وَ مَحَبَّةِ الرَّحْمَـــــــنِ

هذه منزلة عظيمة و هي منزلة المحبة، محبة الله سبحانه و تعالى التي هي اساس السعادة و الفــلاح في الدُّنيا و الآخرة، و كلما قويت هذه المحبة في القلب استقام الإنسان على الطاعة و العبادة، و قد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين) اسباباً عشرة تجلب للإنسان محبة الله تعالى، منها :
-الإكثار من ذكر الله مع حضور القلب.
-التقرب إلى الله تعالى بالنوافل.
-إيثار محاب الله تعالى على محابه.
-التأمل في أسماء الله الحسنى و صفاته العُليا.
-حسن التعبد لله لاسيما في الاوقات العظيمة.
يسمي العلماء (الرجاء و الخوف والمحبة)  أركان التعبد القلبية، أي أن كل عبادة تتقرب بها إلى الله يجب أن تكون قائمة على هذه الأركان الثلاثة، قال تعالى : ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾

.
        وَ هُمُ الذِينَ قَدْ أَكْثرُوا مِن ذِكْرِهِ    فِي السِّرِ وَ الإِعْلَانِ وَ الأحْيَانِ

من صفاتهم الإكثار من ذكر الله في السر و العلن و كل الأحيان ﴿ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ و قال تعالى :" ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا "، و قال : ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ .
            



       يَتقَرَّبُونَ إلَى الملِيكِ بِفعْلِهِم     طَاعَاتِهِ وَ التَرْكِ للعِصْيَانِ
من صفاتهم أنهم يتقربون إلى الله ﷻ بفعل الطاعات و ترك المعاصي و هذه هي حقيقة التقوى، فحقيقة التقــوى أنْ تجعل بينك و بين ما تخشاه من سخط الله و عِقابـه وقاية، و ذلك بفعل ما أمر الله به و ترك ما نهى الله عنه، أو كما قيل: "عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، و ترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله".






              فعلُ الفَرَائِضِ وَ النَوَافِلِ دأْبُهُم  مَعَ رُؤيَةِ التَقْصِيرِ وَ النُقْصَانِ

من صفاتهم الحرص على فعل الفرائض و الإعتناء بالنوافل، يقول الله تعالى في الحديث القدسي :"من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشئ احبَّ إليَّ مما افترضته عليه، و لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى احبه..."، فالولي هو من يحافظ على فرائض الإسلام و يتجنب المحرمات و الآثـام، و إذا زاد بفعل النوافل فهذه درجة في الولاية أعلى وأرفع.
و مع أن دأب هؤلاء السائرين فعل الطاعات و ترك المعاصي يرون أنهم مقصَّرون و لا يُزكَّون انفسهم، قال تعالى :﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ ، و قال في صفة عباده المؤمنون الكُّمل :﴿ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَٰجِعُونَ ﴾، قالت عائشة رضي الله عنها كما في المسند :"سألت رسول الله :أهو الرجل يزني و يسرق و يخاف أن يعبر؟قال :لا يإبنة الصديق، إنه الرجل يصلي و يصوم و يتصدق و يخاف ألا يقبل".
و انظر امراً عجيباً في هذا الباب  و هو قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا﴾، قرأ احد العلماء هذه الآية فبكى و قال :خليل الرحمن، يبني بيت الرحمن، بأمر الرحمن و يخاف ألا يقبل !، فمن صفات المؤمن أنه يجتهد في الفرائض و النوافل و يخاف ألا يقبل،  قال ابن عمر رضي الله عنه: "لو اعلم أنه تُقُبِل مني سجدة واحدة خير لي من الدنيا و ما فيها"،  و قال الحسن البصري رحمه الله : "إن المؤمن جمع بين إحسان و مخافة، و المنافق جمع بين إساءة و أمن" .




         صَبَرُوا النُفُوسَ عَلَى المكَارِهِ كُلِّهَا    شَوْقاً إلَى ما فِيه مِنْ إِحْسَانِ
من صفات اهل السعادة التحلَّي بالصبر، و الصبر انواع ثلاثة :
صبر على الطاعة.
صبر عن المعصية.
صبر على اقدار الله المؤلمة.
فهم صبروا على الأنواع الثلاثة شوقاً و طمعاً لنيل مرتبة الإحسان.





           نزلُوا بِمَنزِلِةِ الرِّضَى فَهُمُ بِهَا   قَدْ أصْبَحُوا فِي جَنة وَ أَمَـانِ

منزلة الرضا اعلى و ارفع من منزلة الصبر، فالصبر حبس للنفس و منع لها، اما الرضا فأعلى من ذلك و ارفع، و لذلك وصفه رحمه الله بأنَّنه جُنَّة و أمــان لصاحبه.





         شَكَرُوا الذي أَوْلَى الخَلَائِقَ فَضْلَهُ  بِالقَلْبِ وَ الأَقْوَالِ وَ الأَرْكَانِ

منزلة شكر المنعم و هي ارفع من ذلك الرضا، و بين رحمه الله أن الشكر يكون بالقلب و اللسان و الجوراح، فأما بالقلب : فبإلاعتراف بنعم الخالق و فضله، و أما باللسان :فثناء على الله تمجيداً و حمداً، و أما بالجوارح :فبإستعمالاً لها في طاعة الله تعالى، قال تعالى :﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾  




    صَحِبُوا التَوَكُّلَ فِي جَمِيعِ أمُورِهِم   مَعَ بَذلِ جُهْدِ فِي رِضَى الرَّحْمـــــنِ

ذكر الناظم رحمه الله منزلة التوكل، و نبَّه الى أن التوكل يحتاج لأمرين :
- اعتماد القلب على الله و تفويض الأمور اليه
- بذل الأسباب
و قد جُمع بين هذين الأمــرين في قوله صلى الله عليه و سلم :"احرص على ما ينفعك و استعن بالله" ، وقال : "اعقلها و توكل"، و قوله :"اعملوا فكل مُيسَّر لما خُلق له".
             عَبَدُوا الإِلَهَ عَلَى اعْتِقَادِ حُضُورِه       فَتبَوؤُا فِي مَنزِلِ الإِحْسَانِ
ذكر هنا أعلى رتب الدين و هي مرتبة الإحسان، و الإحسـان كما في حديث جبريل المشهور "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، و الإحسان في اللغة: الإتقان و الإجادة، أي أن يتقن العبادة و يجيدها و يأتي بها على أحسن حال، و الله تعالى يقول: ﴿و الذين جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلَنَا





      نصَحُوا الخَلِيقَةَ في رِضَى مَحْبُوبِهِم  بِالعِلْمِ وَ الإِرْشَادِ وَ الإِحْسَانِ   
  
من صفاتهم أنهم يعايشون الناس و يصحبونهم و يكون تعاملهم معهم بالعلم و الإرشاد و الإحسان، لا يكون تعاملهم مع الناس بالغش و المكر و الغيبة و غير ذلك، فصحبتهم للناس تكون في أمور فيها رضى الله، أما الصحبة التي يترتب عليها غضب الله فإنَّهم يبتعدون عنها.





         صَحِبُوا الخَلَائِق بِالجُسُومِ وَ إِنمَــا  أَرْوَاحُهُم فِي مَنزِلِ فَوْقَانِي

صحبوا الخلائق بأجسادهم و لكن قلوبهم مشغولة بطاعة الله و نيل محبته سبحانه و تعالــــــى.




            رعوا الحقَائِق وَ المَشاهِدَ كُلهـا    خَوفاً عَلَى الإِيمَانِ مِن نُقْصَانِ
المراد بهذا البيت ذكر منزلة الرعاية لحقائق الإيمان و مشاهد الإحسان حتى لا ينقص إيمانهم و يذهب،فالإيمان يزيد و ينقص و يحتاج من العبد الرعاية و التعاهُد، قال صلى الله عليه وسلم : "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فأسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم"، فيجب سؤال الله أن يجدد الإيمان في القُلوب.





      عَزفُوا القُلُوبَ عَنِ الشَّواغِلِ كُلهَا  قَدْ فَرَّغُوهَا مِن سِوى الرَّحْمــــــــنِ

و بهذه المُناسبة يحضرني ببعض مضار الإنترنت و القنوات الفضائية، فكم صرفت هذه القنوات، و كم ادخلت من شهوات و شبهات و انحرافات في العقائد و جنايات على العقول، اوصلت كثير من النَّاس الى مخاطر و مهالك عظيمة خاصة الشبــاب.
فمن صفات أهل السعادة و الإيمان انهم ابعدوا كل ما يشغلهم عن طاعة الله تعالى و محبته، فليس فيها -قلوبهم- إلا طاعة الله و السعي لنيل رضاه.




            حَرَكَاتهُم وَ هُمُومُهُم وَ عُزُومُهُم      للهِ لا للخَلْقِ وَ الشَّيْطَانِ
بعد أن فرَّغوا قلوبهم عن الشواغل، جعلوها في طاعة الله  سبحانه و تعالــى و ما يُقرب إليه عزَّ و جل.




      نِعْمَ الرَّفِيق لِطَالِبِ السُّبُلِ التِي   تٌفْضِي إِلَى الخَيْرَاتِ وَ الإِحْسَانِ   
     
ختم الشيخ رحمه الله منظومته بالثناء على هؤلاء المتصفين بهذه الصفات، يقول رحمه الله في شرح له لهذه المنظومة: "فهؤلاء هم الذين يسعد بهم رفيقهم إذا اقتدى بسلوك سير طريقم و هؤلاء الذين أمرنا الله تعالى أن نسأله أن يهدينا طريقهم إذ أنعم عليهم بصدق إيمانهم"، فهؤلاء هم الذين يسعد بهم رفيقهم إذا اقتدى بسلوكهم و السير في طريقهم.


 ۞۞۞



للحصول على الملف الصوتي  SOUND CLOUD
للحصول على الشرح بصيغة الــ PDF